قرر الاتحاد الجزائري لكرة القدم اتخاذ خطوات جادة لإعادة الاعتبار للمنتخبات الجزائرية، يعتبر الهدف الأساسي منها هو تحسين أداء الفئات السنية، والعودة للواجهة الدولية، من خلال الاستفادة من المواهب الجزائرية المنتشرة في مختلف الدوريات الأوروبية، خصوصًا في ألمانيا وإنجلترا وحتى في جنوب القارة الإفريقية.
تعيين مدربين جدد وتنظيم العمل الفني
وبدأت استراتيجية الاتحاد الجزائري بتغيير شامل في الجهاز الفني للمنتخبات السنية، بحيث تعيين المدرب علي موسر مديرًا فنيًا لهذه المنتخبات، وهو يتولى المسؤولية بشكل مباشر عن تطوير مستوى اللاعبين في الفئات السنية، كما تم تعيين محسن حيمور كشاف مواهب متخصص في اكتشاف اللاعبين الموهوبين في الخارج، ليكون جزءًا من الفريق الفني الذي يعمل على تعزيز صفوف المنتخبات السنية باللاعبين الجدد.
ضم الموهبة الشابة ريان زيدان
ولعل إحدى الخطوات الأولى الملموسة في هذه الخطة كانت استقطاب لاعب باير ليفركوزن الألماني ريان زيدان، البالغ من العمر 15 عامًا، اللاعب الذي يعدّ أحد أبرز مواهب أكاديمية الفريق الألماني، بحيث أبدى موافقته المبدئية للانضمام إلى صفوف منتخب الجزائر للشباب في الاستحقاقات القادمة.
ويعتبر هذا التوقيع خطوة هامة بالنسبة للاتحاد الجزائري، حيث يسعى لاستغلال أكبر قدر من اللاعبين الموهوبين الذين يملكون أصولًا جزائرية لكنهم نشأوا في بيئة أوروبية.
الموهبة صاحب الـ 15 عشر عاما، قدّم مستويات قوية مع مختلف فرق الفئات السنية، وهو مرشح بقوة لدخول حسابات المنتخب الجزائري الأول خلال السنوات القليلة القادمة.
وولد اللاعب الواعد في ألمانيا من أبوين جزائريين، وهو بالتالي مؤهل قانونيا لتمثيل البلدين على الصعيد الدولي.
وينتظر أن يدشن ريان زيدان ظهوره الأول مع منتخبات الفئات السنية لـ “محاربي الصحراء” في المستقبل القريب.
مفاوضات مع لاعبين آخرين في ألمانيا
وبعد الحصول على الموافقة المبدئية لضم ريان زيدان، بدأ الاتحاد الجزائري لكرة القدم بتوسيع دائرة المفاوضات مع لاعبين آخرين في ألمانيا.
وتركّزت المفاوضات مع مجموعة من اللاعبين الموهوبين الذين ينشطون في أندية مختلفة في الدوري الألماني، والذين يعكسون قدرة عالية على اللعب في الفئات السنية للمنتخب الجزائري. ومن بين هؤلاء اللاعبين:
إلياس الحاج صافي (17 عامًا): لاعب ينشط في أكاديمية بايرن ميونيخ، وهو من الأسماء التي تسعى الجزائر لضمها.
مالك غروج (16 عامًا): لاعب آخر في فريق أولم 1846، أحد الأندية الألمانية البارزة في الفئات العمرية.
أيوب أسمور وإسلام متين (18 عامًا): لاعبان في فريق هولستن كيل الألماني.
بلال داو (15 عامًا): مدافع في أكاديمية آينتراخت فرانكفورت.
إلياس بن قارة (18 عامًا): مدافع في بوروسيا دورتموند، الذي يُفضل الانضمام إلى منتخب الجزائر الأول عندما تتاح له الفرصة.
اهتمام باللاعبين الجزائريين في إنجلترا
وموازاة مع المفاوضات مع اللاعبين في ألمانيا، يواصل الاتحاد الجزائري سعيه لاستقطاب المواهب الجزائرية في إنجلترا.
وهناك العديد من اللاعبين الذين ينشطون في الأندية البريطانية، ويُعتبرون من الأسماء المؤثرة في مختلف الفرق التي ينتمون إليها.
وكخطوة أولى في هذا السياق، بدأ الكشاف محسن حيمور مفاوضاته مع موهبة نادي برمنغهام سيتي، زايد بتقة (18 عامًا)، الذي أبدى هو الآخر موافقته المبدئية للانضمام إلى منتخب الجزائر في الاستحقاقات القادمة.
أيضًا، تم تكليف محلل الفيديو في المنتخب الأول، سعيد عقون، للتواصل مع دين بن عامر (16 عامًا)، لاعب كريستال بالاس، الذي يتحدر من أب جزائري وأم لاتفية. هذا اللاعب يُعتبر أحد الأسماء المهمة التي يسعى الاتحاد الجزائري لإقناعها بالانضمام إلى منتخب الشباب في أقرب وقت ممكن.
المفاوضات الجارية مع لاعبين آخرين في إنجلترا
بالإضافة إلى اللاعبين المذكورين، فإن المفاوضات ما زالت جارية مع مجموعة أخرى من اللاعبين الجزائريين في إنجلترا، من بينهم: أيمن بن عروس (21 عامًا)، لاعب في بريستول سيتي، الذي يُتوقع أن يكون أحد الأسماء المساهمة في المستقبل، بالإضافة إلى نزيم بن شايطة (16 عامًا): لاعب في فريق فولهام الإنجليزي، والذي يُعتبر أحد أبرز المواهب في الفئات السنية.
وتتواصل الجهود من قبل الاتحاد الجزائري لجذب أكبر عدد من اللاعبين الجزائريين الموهوبين في الخارج، ليكونوا جزءًا من خطة إعادة بناء المنتخبات السنية، وضمان نتائج أفضل في المستقبل.
جوهرة جزائرية في جنوب إفريقيا تقترب من الفئات الشبانية لـ “الخضر”
وكشفت مصادر مقربة من جريدة “الكأس” أن هناك موهبة كروية جزائرية تنشط في جنوب إفريقيا على طاولة الطاقم الفني لمنتخب الجزائر لأقل من 17 سنة بقيادة المدرب أمين غيموز الذي يسعى لتكوين منتخب تنافسي في قادم الاستحقاقات بعد فشل المنتخب في بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا.
ويعتبر إسلام عبد الرحماني واحدا من المواهب الفذة التي تصنع أفراح أكاديمية سوبر سبورتس في جنوب إفريقيا، في فئة 15 سنة، فهو من مواليد مدينة بريتوريا بتاريخ 18 نوفمبر 2010، وشاءت الأقدار والصدف يتزامن عيد ميلاده مع ذكرى ملحمة أم درمان التاريخية أين حقق المنتخب الجزائري تأهلا تاريخيا للمونديال بعد 24 سنة من الغياب عن المحفل العالمي.
وتلقى إسلام عبد الرحماني تكوينه القاعدي في أكاديمية سوبر سوكر سكولس بجنوب إفريقيا وعمره لا يتعدى 5 سنوات، وهناك بدأ مداعبة كرة القدم وصقل موهبته في بلاد الزعيم نيلسون مانديلا، وبدأ يتدرج عبر مختلف الفئات العمرية للأكاديمية، قبل يخوض تجربة قصيرة مع نوادي تي آس غالاكسي وبانوراما، ليعود بعدها مجددا إلى فريق سوبر سبورتس الجنوب إفريقي.
وينشط إسلام عبد الرحماني في منصب وسط ميدان هجومي كما يملك مهارات فنية رائعة، فهو يبعث الانطباع على امتلاكه مستقبلا واعدا لكل من يتابعه عن كثب فوق أرضية الميدان، كما أنه متعدد المناصب على مستوى خط الهجوم، رجله اليسرى الساحرة ونحافته توحي بميلاد رياض محرز جديد في أدغال إفريقيا، كما يحمل الرقم 8، بحيث يرى فيه الطاقم الفني لنادي سوبر سبورت محرك خط الوسط وصانع الألعاب الحقيقي لفريقهم.
ويملك إسلام شيئا من مهارات رياض محرز فهو مشروع لاعب دولي بحيث يجيد اللعب بالقدم اليسرى التي يخط بها طريقه نحو البروز والتألق، فهو متيم بحب محرز لدرجة أنه مثله الأعلى في رياضة كرة القدم، ويعتبره أفضل لاعب بالنسبة له.
وقال إسلام في تصريح سابق لجريدة “الكأس” إنّ شبان أكاديمية سوبر سبورت والطاقم الفني للنادي يمازحونه كثيرا ويلقبونه برياض محرز، خاصة بعد علمهم بأنه جزائري الجنسية، كما أنهم يسألونه في كل مرة عن المنتخب الذي يريد تمثيله مستقبلا بحكم أنه يملك الجنسيتين الجزائرية والجنوب إفريقية، فيجيب من دون تردد بأنه يريد اللعب لصالح الجزائر.
الأهداف الإستراتيجية للاتحاد الجزائري
تهدف هذه الاستراتيجية إلى استقطاب مواهب شابة تتمتع بقدرات عالية، سواء في المراكز الهجومية أو الدفاعية، مما يعزز من قدرات المنتخبات السنية الجزائرية.
ويأمل الاتحاد الجزائري أن تؤتي هذه الجهود ثمارها في المستقبل القريب، مما يساهم في رفع مستوى الكرة الجزائرية على الصعيد الدولي، ويمنح المنتخب الأول قاعدة قوية من اللاعبين الشبان الذين سيشكلون مستقبل المنتخب الوطني في المنافسات الكبرى.
وتأتي هذه الخطة تأتي في وقت حاسم للكرة الجزائرية، حيث يطمح الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى إعادة الهيبة للمنتخبات السنية وتحقيق النجاح في المحافل الدولية.
ويعد استقطاب المواهب الجزائرية في أوروبا خطوة مهمة نحو تعزيز صفوف المنتخب الجزائري الشاب، ومن المتوقع أن تكون له تأثيرات إيجابية على مستوى الأداء والتنافسية في البطولات القادمة.
