سجلت الجزائر عودة قوية في الرياضية من خلال احتضان مختلف التظاهرات الرياضية العربية، الإقليمية والقارية. وأعادت الدبلوماسية الرياضية البلاد إلى الواجهة، بدءا باحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط ، مرورا باستضافة بطولة كأس العرب لأقل من 17 سنة ووصولا إلى احتضان بطولة أفريقيا للاعبين المحليين مطلع العام المقبل فضلا عن استضافة كان الناشئين المقرر إجراؤه شهر أفريل من العام المقبل. ودخلت الجزائر السباق لاحتضان أكبر عرس كروي في أفريقيا من خلال ملف ترشح يستوفي جميع الشروط المنصوص عليها ، وهو ما يجعلها في أحسن رواق لنيل شرف التنظيم.
بنية تحتية
أول الأسباب التي ستجعل الجزائر الأقرب والأحق لاحتضان نهائيات أمم أفريقيا 2025، بعد سحب التنظيم من غينيا، هي البنية التحتية التي أصبحت تتوفر عليها البلاد من ملاعب ومراكز عصرية، على غرار ملعب ميلود هدفي الأولمبي الذي احتضن النسخة الأخيرة من ألعاب البحر الأبيض المتوسط ونال إعجاب المشاركين والمتابعين. فضلا عن ذلك، جاهزية 3 ملاعب أخرى بمعايير عالمية، وهي براقي والدويرة وتيزي وزو، من دون إغفال عملية التجديد التي تخضع لها ملاعب 05 جويلية وقسنطينة وعنابة ومصطفى تشاكر.
السلطات مستعدة
ما يشجع أكثر مسؤولي الرياضة في الجزائر على احتضان كأس أمم أفريقيا، للمرة الثانية بعد الأولى عام 1990، هو استعداد السلطات العليا في البلاد لذلك، خاصة مع النجاح الذي كان خلال استضافة النسخة الـ19 من الألعاب المتوسطية. كما أن رئيس البلاد عبد المجيد تبون أكد وجهاً لوجه لرئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، بارتيس موتسيبي، استعداد الدولة للتقدم بملف لخلافة غينيا في احتضان العرس القاري.
عودة التنظيم إلى شمال أفريقيا
الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بدوره لن يُمانع في عودة هذه التظاهرة الرياضية إلى بلدان شمال أفريقيا بعد غياب طويل، ففي آخر 22 عاماً، احتضنت الدول العربية نسختين فقط، كانتا في تونس ومصر عامي 2004 و2006 توالياً، مقابل 9 نسخ بين غرب وجنوب القارة السمراء. وفي انتظار النسخة المقبلة في ساحل العاج عام 2024، مع الأخذ بعين الاعتبار سحب تنظيم نسخة 2013 من ليبيا بسبب تدهور الأوضاع السياسية، و2015 من المغرب بعد انتشار فيروس إيبولا.
بروفة “شان”
ستكون الجزائر أمام فرصة لتأكيد جدارتها وقدرتها على احتضان كأس أمم أفريقيا 2025، من خلال نسخة اللاعبين المحليين “شان” التي ستحتضنها البلاد مطلع العام المقبل (2023)، وتكون بروفة ورسالة لـ«كاف” أن البلاد تملك كل التجهيزات اللوجستية التي تسمح بتنظيم إحدى أحسن نسخ “كان” في السنوات الأخيرة.
الشغف الجماهيري
خامس الأسباب متعلقة بالحضور الجماهيري الذي من الممكن أن تشهده منافسة كأس أمم أفريقيا في حال تنظيم المنافسة بالجزائر، فخلال النسخ الماضية، لُعب الكثير من المباريات بمدرجات خالية تقريباً، لكن الجماهير الجزائرية أكدت شغفها بالألعاب، وكرة القدم خصوصاً، من خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، عبر ملئها أغلب القاعات والملاعب وفي مختلف الرياضات، حتى التي لا تتمتع بشعبية كبيرة في البلاد، وهو ما يعني أنها مستعدة كذلك لإضافة الفرجة والمتعة لمختلف المباريات عبر حضور مباريات العرس القاري، ما سيضيف نجاحاً آخر لهذه البطولة.