اعتزال رافاييل فاران في سن 31 عامًا وإصابة مارك-أندريه تير شتيغن بالرباط الصليبي، بالإضافة إلى إصابات لاعبين آخرين مثل رودري، يُعتبر نتيجة مباشرة للضغوط الهائلة التي أصبح اللاعبون يتعرضون لها في كرة القدم الحديثة.
أمس، تم مناقشة هذا الموضوع في قناة “ليكيب”، حيث قدم أحد الصحفيين بحثًا كشف عن أرقام صادمة. على سبيل المثال، وجدت الدراسة أن إصابات الركبة زادت بنسبة 170٪ في السنوات الأخيرة، في حين ارتفعت إصابات الساق (الظنبوب والساق) بنسبة 240٪، أما الإصابات في العضلات الخلفية للفخذ فقد ارتفعت بنسبة 200٪. هذه الأرقام تخص الإصابات الجسدية فقط، بينما الإرهاق الذهني والنفسي أيضًا يشكل مشكلة كبيرة، حيث لم يعد لدى اللاعبين وقت كافٍ للراحة، مما يجعلهم يعانون من ضغوط تؤثر على عملية التعافي واسترجاع لياقتهم.
صاحب الدراسة قام بمقارنة مذهلة بين جود بيلينغهام وبين ديفيد بيكهام وفرانك لامبارد عندما كانوا في نفس عمره، ووجد أن بيلينغهام لعب 18500 دقيقة بينما لامبارد في نفس العمر لعب فقط 6000 دقيقة، أي ثلاث مرات أقل من بيلينغهام. أما بيكهام، الذي ينتمي إلى جيل آخر، فقد لعب في نفس العمر 3000 دقيقة فقط، أي خمس مرات أقل من بيلينغهام!
اللعب على مستوى عالٍ في سن صغيرة وكثرة المباريات والضغوط تزيد بشكل مؤكد من احتمالية الإصابة، وتجعل اللاعبين يشعرون أن أجسادهم غير قادرة على الاستمرار في العطاء مع اقترابهم من نهاية العشرينيات.
هذا الموضوع سيصبح محور نقاش متزايد في المستقبل، ومن المحتمل أن نرى احتجاجات أو إضرابات من اللاعبين إذا لم يتم إيجاد حلول. من بين الحلول المطروحة على الطاولة، هناك تخفيض عدد المباريات لكل لاعب إلى حوالي 55 مباراة في السنة. اقتراح آخر هو منع المدربين من استدعاء أي لاعب لعب خمس مباريات متتالية وإعطاء أيام راحة إضافية لكل لاعب كل 10 أيام.
هذه التدابير ستجعل الأندية تضطر للتعاقد مع عدد أكبر من اللاعبين في كل مركز، وربما ستزيد القوائم من 26 لاعبًا إلى 36 لاعبًا. لكن هذا قد يدفع الأندية إلى وضع سقف للرواتب أو إجبار اللاعبين على تخفيض أجورهم.
في النهاية، تعيش كرة القدم أوقاتًا عصيبة بسبب مشاكل متعددة، من أبرزها فقدان شريحة كبيرة من الجمهور. وعند إضافة مشاكل صحة اللاعبين وعدم اهتمام المستثمرين سوى بالأرباح المادية، يمكن القول إن مستقبل هذه الرياضة في خطر.
إسلام رخيلة